الجنس : عدد المساهمات : 4136 نقاط : 12230 تاريخ التسجيل : 23/07/2009 الموقع : مدير الموقع
موضوع: العالم قبل الإسلام والبعثة النبوية 2009-09-02, 05:13
عزيزي الزائربعد انتهاء تحميل الصفحة سيظهر
صورة من الملف + رابط تحميل مباشر
العجيب في أمر بَعثته صلى الله عليه وسلم إنَّما يكمن في ذلك التوقيت الذي بُعث فيه؛ فقد بُعث صلى الله عليه وسلم والعالم فوضى يأكل بعضه بعضًا، وقد ساد الظلم وفشا الفجور وكثرت الآثام والشرور؛ فها هي دولة الروم العظيمة المترامية الأطراف منقسمة إلى قسمين: الروم الشرقية وعاصمتها روما، والروم الغربية وعاصمتها القسطنطينية (إستانبول حاليًا)، والتي كانت تحمل لواء النصرانيَّة في العالم، وبينهما تنازع عقائدي حيث المذهب الكاثوليكي والمذهب الأرثوذكسي، ومن الناحية الأخلاقيَّة أُصِيبت الدولة بانحلال خُلُقي جسيم، لم يَقِلَّ عنه الانحلال الاجتماعي، والذي تبدَّى في المفارقة الكبيرة بين طبقات المجتمع، التي كان يمثِّلها غالبًا: السادة والعبيد
أمَّا دولة الفرس فكانت قد شهدت فسادًا حضاريًّا بكل المقاييس؛ إذ كانوا يعبدون النار، ويُقَدِّسون ملوكهم (الأكاسرة)، معتقدين أن الدماء الإلهيَّة تسري فيهم، كما فشا فيهم الفساد الأخلاقي، حتى وصل الحال بهم إلى الزواج من محارمهم (البنات والأخوات)، وقد انقسم المجتمع أيضًا إلى سبع طبقات اجتماعيَّة تَتَرَتَّب تنازليًّا كما يلي: الأكاسرة، ثم الأشراف، ثم رجال الدين، ثم قواد الجيش، ثم المثقَّفين من الأطباء والأدباء والعلماء، ثم الدَّهَاقِين "رؤساء القبائل"، ثم عامَّة الشعب من الفلاَّحين والعمَّال والتُّجار والعبيد ويمثِّلون 90% من المجتمع، ومع ذلك فليس لهم حقوق مطلقًا!! وأمَّا أوروبا فقد عاشت - قبل الإسلام وحتى الفتح الإسلامي - في صراعات وحروب مستمرَّة، وكانوا أبعد ما يكونون عن النظافة والأخلاق؛ ومن ذلك أنهم كانوا لا يَسْتَحِمُّونَ إلاَّ مَرَّةً في العام، كما انتشر بينهم الظلم والاضطهاد، وكان بعضهم يَحْرِقون الإنسان بعد موته، ويأتون بنسائه فيقتلونهن ويدفنونهن مع
وكذلك كان الوضع في الحبشة (أثيوبيا)، التي كانت تَدِينُ بالنصرانيَّة المحرَّفة حكمهم "أصحمة" النجاشي، الذي كان عادلاً لا يُظْلَم عنده أحد، في حين كانت حياتهم بُدَائِيَّة إلى حدٍّ كبير، رغم وجود قوَّة وجيش وسلاح، وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . أما العرب الذين بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان لديهم العديد من الأوثان والأصنام التي عبدوها من دون الله، وكان لكل بيت صنم ولكل قبيلة إله، كما ظهر عندهم الكثير من العادات الأخلاقيَّة السيِّئة، كشُرْبِ الخمر، ولعب الميسر، والربا، وتَفَشَّى الزنا بينهم تَفَشِّيًا كبيرًا، كما كان لديهم عادة بشعة هي "وأد البنات"، وكثرت بينهم أيضًا الحروب والنزاعات والإغارات، والتي سجَّل التاريخ منها حربي داحس والغبراء، والبسوس. وعلى هذا الوضع كان حال العالم وحال جزيرة العرب قبل بَعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن على الحقِّ إلا أفرادٌ قلائل جدًّا، مثل زيد بن عمرو بن نُفَيْل والد الصحابي سعيد بن زيد ، وكان حنيفيًّا على ملَّة إبراهيم ، وكذلك ورقة بن نَوْفَلٍ الذي كان قد تَنَصَّر، كما كان هناك قُسُّ بن ساعدة الذي كان يُبَشِّر بمجيء نبيٍّ، وقد أدرك النبيَّ بالفعل، لكنه لم يُدْرِك البعثة
امينة حماد مشرف
الجنسية : رقم العضوية : 4000
الجنس : عدد المساهمات : 2616 نقاط : 6312 تاريخ الميلاد : 21/01/1960 تاريخ التسجيل : 01/08/2010 العمر : 64 الموقع : المشرف العام