اغتيال يوسف السباعي الأديب الكبير
Admin | تم النشر بتاريخ 2017-08-14, 19:08 | 3142 مشاهدة
أسرار إغتيال يوسف السباعي وزير الثقافة في قبرص
وبعد اغتيال السباعي، أخذ القاتلان نحو 30 من أعضاء الوفود المشاركين فى مؤتمر التضامن كرهائن، واحتجزوهم فى كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية فى قتل الرهائن، ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوًا إلى خارج البلاد.
تلقت مصر نبأ اغتيال السباعى بصدمة بالغة، وثارت الأسئلة المبكرة عن هوية مرتكب الجريمة، وشرعت التكهنات تشير إلى تورط السلطات القبرصية وتواطئها من أجل أن ينجح المتطرفان فى تنفيذ جريمتهما، وخاصة فى ظل غياب الأمن اللازم لحماية المؤتمر.
ادعا قاتلا السباعي إنهما قد ارتكبا فعلهما لأنه ذهب إلى القدس برفقة الرئيس السادات، ولأنه بحسب رأيهما كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية، وما لبثت منظمة التحرير الفلسطينية أن نفت علاقاتها بالحادث.
لم يتأخر الرئيس السادت في الرد على جريمة اغتيال السباعي، فأرسل فى اليوم التالي طائرة تقل مجموعة من رجال الصاعقة إلى قبرص بغرض القبض على القاتلين وتحرير الرهائن المحتجزين على متن الطائرة القبرصية، وفي السادسة مساءًا طلب قائد الطائرة العسكرية المصرية رخصة للهبوط فى مطار لارنكا مدعيًا أنه على متن الطائرة وزيرًا مصريًا حضر خصيصًا للتفاوض مع القاتلين.
يقول حسن شاش، سفير مصر الأسبق فى قبرص، أنه أخذ السيارة وذهبت إلى المطار فوجد كابريانو، الرئيس القبرصي، واقفًا في برج المراقبة وحوله وزراء، بعد أن كان وصلت لشاش برقية من مصر تفيد بأن وزير الإعلام أتى لكي يتفاوض في موضوع الرهائن والمختطفين، وهو ما أبلغه بدوره لرئيس الجمهورية، كابريانو، فما كان من الرئيس كابريانو إلا أن قال له أن يأخذ معه وزيرًا لكي تستقبلوا الوزير المصري عندما تأتي الطائرة، ولكن المفاجأة كانت أنهم وجدوا طائرة غريبة جدًا، طراز«C130» عسكرية، فأوقفوها فى آخر المطار.
تخذت قائد القوات على متن الطارة العسكرية قراره بالهجوم على الطائرة المختطفة و بدأ تقسيم أفراد الصاعقة إلى عدة مجموعات ثنائية جزء منها مترجل و جزء على العربة ال Jeep التي جلبوها معهم على متن الطائرة , قام أحد أبطال الصاعقة المصرية في حرب الإستنزاف و حرب أكتوبر بقيادة مجموعة الإقتحام المترجلة (بإعتباره ثاني أعلى رتبة في المجموعة كلها المتواجدة على متن الطائرة العسكرية) و صعد على سلم الطائرة المختطفة فالقيت عليه قنبلة يدوية من باب الطائرة الذي كان مفتوحا فانفجرت القنبلة خلفه و تطايرت شظايا اصابت ظهره ثم وجد يد تظهر ممسكة بطبنجة و تضرب عشوائيا و لكن بزاوية بعيدة عن جسد البطل المصري الذي بادرها بدفعة رشاش اصابت الإرهابي الفلسطيني مباشرة فاستسلم على الفور هو و زميله الذي معه.
كان افراد الصاعقة المصرية يسيرون ثنائيات (اثنان اثنان) و فجأة سمع دوي اطلاق نار من ناحية القوات القبرصية (من خلف القوات المصرية) و سقط مجموعة من الصاعقة المصرية شهداء بعد الغدر و الخيانة التي قامت بها القوات القبرصية و عندما انتبهت باقي القوات اخذت سواتر و تبادلت اطلاق النار مع القوات القبرصية , ثم نزل من الطارة المدنية الأخرى التي هبطت مجموعة من الارهابيين بيدهم اسلحة رشاشة يضربون بها تجاه افراد الجيش المصري فبادرهم ابطال الصاعقة بإطلاق النار فهرب الارهابيون الجبناء مهرولين , و تم اطلاق النار على طائرة النقل العسكرية المصرية و استشهد طاقمها على الفور
و كان يوجد بها ايضا شخصية عسكرية مصرية برتبة كبيرة تدير عملية الاقتحام و على الفور قامت هذه الشخصية رفيعة المستوى و المجموعة التي معها بالنزول من طائرة النقل و اقتحام طائرة مدنية على الممر و اتصلوا من على متنها ببرج المراقبة و اخبرهم انه اذا لم يتم وقف اطلاق النار فان المصريين سوف يحرقون مطار لارناكا بكل من فيه و في تلك اللحظة قام بطل من الصاعقة التي تتبادل اطلاق النار مع القوات القبرصية باستهداف كشافات النور الموجهة نحوهم بسرعة شديدة فصدق القبارصة ان المصريين جادون في تهديدهم و انهم سوف يحرقون المطار و توقفوا عن اطلاق النار
الرئيس السادات وقتها اعلن الحرب على قبرص اذا لم تعد كل القوات المصرية و كل الرهائن الى مصر خلال ساعات معدودة عادت القوات المصرية بالفعل و تدخلت امريكا و بريطانيا لتهدئة الامور و قامت مصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قبرص.
في اليوم التالي لمعركة مطار لارنكا، طلب رئيس الوزراء، ممدوح سالم، من الدكتور بطرس غالي، وزير الدولة للشئون الخارجية آنذاك، أن يسافر إلى قبرص ليتفاوض مع السلطات القبرصية من أجل استعادة رجال الصاعقة المعتقلين هناك وأيضًا العودة بجثث الضحايا، وتم ذلك في 20 فبراير عام 1978.
بعد أن تحركت الطائرة التي استقلها بطرس غالي ورجال الصاعقة المصريون بدقائق معدودة من قبرص، أعلنت مصر قطع علاقاتها مع الجمهورية القبرصية، وسحب اعترافها بالرئيس القبرصى كابرينو، واستدعاء بعثتها الدبلوماسية من نيقوسيا، كما طالبت الحكومة القبرصية بسحب بعثتها الدبلوماسية من القاهرة.
وفي مطار القاهرة تم استقبال رجال الصاعقة استقبال الأبطال، وتم تكريمهم ومنحهم الأوسمة، وأقيمت جنازة شعبية لضحايا الحادث شارك فيها الرئيس السادات.
في 9 مارس عام 1978، بدأت محاكمة قاتلي السباعي، زيد حسين علي، وسمير محمد خضير، أمام المحكمة القبرصية، ورأس الجلسة المدعي العام القبرصي، وحضرها فريق من المراقبين المصريين، ترأسه النائب العام المصري، عدلي حسين، وفى 4 من أبريل عام 1978، حكمت المحكمة القبرصية على قاتلي السباعي بعقوبة الإعدام.
ولكن بعد عدة أشهر أصدر الرئيس القبرصي، سيبروس كابرينو، قرارًا رئاسيًا بتخفيف الحكم عليهما، من الإعدام إلى السجن مدى الحياة، وذلك لأسباب غير معروفة قيل فيما بعد إنها تتعلق بأمن قبرص.
فأعلنت قبرص وقتها أنها تلقت تهديدات من منظمات إرهابية عربية، بقيام عمليات على أراضيها إذا لم تطلق سراح المتهمين بقتل السباعي، وترددت بعد ذلك أنباء تفيد بأن قاتلي السباعي قد رحلا من قبرص دون أن يتما الحكم الصادر بشأنيهما.
تحولت جنازة السباعي إلى تظاهرة ثائرة ضد القضية الفلسطينية، ومنددة بما تعرض له الوفد المصري في قبرص، ما جعل الرئيس السادات يقرر حرمان الفلسطينيين من حقوق المواطنة التي كانوا يتمتعون بها في مصر والتي أقرها الرئيس جمال عبد الناصر لهم منذ عام 1954.
يُذكر أن السباعي هو أديب مصري، من طراز رفيع، بل سياسي على درجة عالية من الحنكة والذكاء، شغل مناصب عدة، فكان رئيسًا لمؤسسة الأهرام ونقيبًا للصحفيين. قدم 22 مجموعة قصصية وأصدر عشرات الروايات، أبرزها “رد قلبي”، “بين الأطلال”، “نحن لا نزرع الشوك”، و آخرها “العمر لحظة” سنة 1973.
نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1973، وعددًا كبيرًا من الأوسمة، فيما رأس تحرير عدد من المجلات منها الرسالة الجديدة، آخر ساعة، المصور، الأهرام، قبل أن يشغل منصب وزير الثقافة في عهد السادات