وفي الحديث عن معاذ رضي الله عنه: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدهِ ، وَقالَ : " يَا مُعَاذُ ، وَاللهِ ، إنِّي لأُحِبُّكَ ، ثُمَّ أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ في دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ تَقُولُ :اللَّهُمَّ أعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ ، وَشُكْرِكَ ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " حديث صحيح ، رواه أَبُو داود والنسائي بإسناد صحيح
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ». قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ « عَلَيْكُمْ ».صحيح مسلم تزدروا : تحتقروا
يقول الإمام ابن قيم الجوزية :ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الشكر وهي من أعلى المنازل وهي فوق منزلة الرضى وزيادة فالرضى مندرج في الشكر إذ يستحيل وجود الشكر بدونه ، وهو نصف الإيمان ... والإيمان نصفان : نصف شكر ونصف صبر وقد أمر الله به ونهى عن ضده وأثنى على أهله ووصف به خواص خلقه وجعله غاية خلقه وأمره ووعد أهله بأحسن جزائه وجعله سببا للمزيد من فضله وحارسا وحافظا لنعمته وأخبر أن أهله هم المنتفعون بآياته واشتق لهم اسما من أسمائه فإنه سبحانه هو الشكور . ا. ه
والكفر بنعمة الله قد يكون بعدم شكرها . أو بإنكار أن الله واهبها , ونسبتها إلى العلم والخبرة والكد الشخصي والسعي ، وقد يكون بسوء استخدامها بالبطر والكبر على الناس ، واستغلالها للشهوات والفساد ، وكله كفر بنعمة الله .
والعذاب الشديد قد يتضمن محق النعمة بذهابها . أو أن تتحول النعمة الى نقمة ، فكم من نعمة تكون بذاتها نقمة يشقى بها صاحبها، وقد يكون عذابا مؤجلا إلى أجله في الدنيا أو في الآخرة كما يشاء الله ، ولكنه واقع لأن الكفر بنعمة الله لا يمضي بلا جزاء .