موضوع: أحد مظاهر الشرك بالله ـ عبادة البقر في الهند 2010-10-26, 15:06
عزيزي الزائربعد انتهاء تحميل الصفحة سيظهر
صورة من الملف + رابط تحميل مباشر
:dgg: أحد مظاهر الشرك بالله ـ عبادة البقر في الهند
عبادة الأبقار من أقدم الطقوس في الهند عمرها آلاف السنين
إن أعظم ما عصي به الله منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا الشرك به سبحانه، حتى وصف الله هذا الذنب بالظلم العظيم، فقال تعالى : { إن الشرك لظلم عظيم } ( لقمان : 13) وما ذلك إلا لما فيه من الجناية العظيمة في حق الخالق جلَّ جلاله. فالله هو الذي خلق، وهو الذي رزق، وهو الذي يحيي، وهو الذي يميت، ومع كل هذه النعم، وهذه المنن، والمشرك يجحد ذلك وينكره، بل ويصرف عبادته وتعظيمه لغير الله سبحانه. فما أعظمه من ظلم وما أشده من جور، لذلك كانت عقوبة المشرك أقسى العقوبات وأشدها، ألا وهي الخلود الأبدي في النار، قال تعالى في بيان ذلك : { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } (المائدة: 72).
ولما عبدت قريش الأصنام أنزل الله سبحانه تعالى في حقهم : قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) )سورة الحج.
يفسر الامام النسفي هذه الاية في تفسيره:({ يأَيُّهَا الناس ضُرِبَ } بين { مَثَلٌ فاستمعوا لَهُ } لضرب هذا المثل { أَنَّ الذين تَدْعُونَ } { يَدَّعُونَ } { مِن دُونِ الله } آلهة باطلة { لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً } «لن» تأكيد نفي المستقبل وتأكيده هنا للدلالة على أن خلق الذباب منهم مستحيل كأنه قال : محال أن يخلقوا. وتخصيص الذباب لمهانته وضعفه واستقذاره، وسمي ذباباً لأنه كلما ذب لاستقذاره آب لاستكباره { وَلَوِ اجتمعوا لَهُ } لخلق الذباب ومحله النصب على الحال كأنه قيل : مستحيل منهم أن يخلقوا الذباب مشروطاً عليهم اجتماعهم جميعاً لخلقه وتعاونهم عليه، وهذا من أبلغ ما أنزل في تجهيل قريش حيث وصفوا بالإلالهية التي تقتضي الاقتدار على المقدورات كلها والإحاطة بالمعلومات عن آخرها صوراً وتماثيل يستحيل منها أن تقدر على أقل ما خلقه الله تعالى وأذله لو اجتمعوا لذلك { وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذباب شَيْئاً } { شَيْئاً } ثاني مفعولي { يَسْلُبْهُمُ } { لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ } أي هذا الخلق الأقل الأذل لو اختطف منهم شيئاً فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه لم يقدروا. عن ابن عباس رضي الله عنهما أنهم كانوا يطلونها بالزعفران ورؤوسها بالعسل فإذا سلبه الذباب عجز الأصنام عن أخذه { ضَعُفَ الطالب } أي الصنم بطلب ما سلب منه { والمطلوب } الذباب بما سلب وهذا كالتسوية بينهم وبين الذباب في الضعف )أنتهى.
إن أي معبود من دون الله سبحانه وتعالى هو كفر وشرك وظلم عظيم لصاحبه فهو يعبد من لا يستحق العبادة لانه لا يضر ولا ينفع ولا يقدر أن يحذصل النفع لنفسه، فكيف يمنحه لغيره.
واليوم سوف نتناول أحد مظاهر الشرك بالله وهو عبادة البقر في الهند، والإنسان العاقل ليعجب كيف ينزل مستوى عقل الانسان لعبادة مخلوق ضيعف لا يقدر ان يطعم نفسه ولا يقدر ان ينجوا بنفسه من سكين الجزار حين الذبح، ولكن العقل لما يشرك بالله ينزل بمستواه إلى الحضيض بعدما كان في علياء التوحيد الخالص لله قال الله تعالى: (حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) سورة الحج.
نشرت مجلة Bhavan.s Journal لسنة 1963 التى تصدر فى بومباى بالهند قولاً للمهاتما غاندى مؤسس الهند الحديثة ( إن حماية البقرة التي فرضتها الهندوسية هي هدية الهند إلى العالم، وهى إحساس برباط الأخوة بين الإنسان وبين الحيوان، والفكر الهندى يعتقد أن البقرة أم للإنسان وهى كذلك في الحقيقة، إن البقرة خير رفيق للمواطن الهندى، وهى خير حماية للهند ... ) . ( عندما أرى بقرة لا أعدنى أرى حيواناً، لانى أعبد البقرة وسأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع ... ) . ( وأمي البقرة افضل من أمى الحقيقية من عدة وجوه، فالأم الحقيقية ترضعنا مدة عام أو عامين وتتطلب منا خدمات طول العمر نظير هذا، ولكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائماً، ولا تتطلب منا شيئاً مقابل ذلك سوى الطعام العادي . وعندما تمرض الأم الحقيقية تكلفنا نفقات باهظة، ولكن امنا البقرة فلا نخسر لها شيئاً ذا بال، وعندما تموت الأم الحقيقية تتكلف جنازتها مبالغ طائلة، وعندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهى حية، لأننا ننتفع بكل جزء من جسمها حتى العظم والجلد والقرون ) . ( أنا لا أقول هذا لاقلل من قيمة الأم، ولكن لابين السبب الذي دعاني لعبادة البقرة، إن ملايين الهنود يتجهون للبقرة بالعبادة والإجلال وأنا اعد نفسى واحداً من هؤلاء الملايين ).